المراة والمجتمع,, وكالة انباء العراقية المستقلة بغداد ,
بسمة لطيف
ان التطور الفكري للمراة هو العنوان
الحقيقي لتنميتها ومن ثم انعكاس ذلك التطور على المجتمعات ولابد لكل امرأة أن تحرر
نفسها من التعصب بجميع أنواعه ومن أفكار المجتمع العقيمة التي لا تخدم تطورها
الذاتي والمجتمعي مثل الزواج المبكر قبل نيل استقلالها المادي، كما لا بد من
التحرر من فكرة أن وظيفتها الأساسية تتمثل في القيام بأعمال البيت وإنجاب..
ولا ضير ان نلتفت الى من يتخبط تفكيره
على ان التحرر ياخذ بمفهوم غير الصائب والدقيق حيث الصلب في التركيبات المجتمعية
التي يسيطر عليها الحس الابوي/ الذكري بات استيعابها بان تحرر المراة هو انسلاخ او
شيء من التمرد على النظام الاجتماعي وبالتالي قذف ذلك التحرر على انه الشيء
المرفوض اجتماعيا. ومن الجانب الاخر قد يكون الاكثر ظلاما وتعسفا للنساء المتحررات
فكريا هو ان الفهم الخاطيء للتحرر الفكري لدى بعض النساء من خلال المواظبة والعمل
وفقه بطريقة غير محمودة عقباها وهي نتاجات انعدام الاطلاع الكافي والوافي
للمضمون الحقيقي للتحرر المراة.
اعتدنا ان نسلط الضوء اكثر عبر ما
يؤرخه الفلاسفة من المهتمين بشؤون المراة
حيث كانَ يرى أرسطو ضرورةً في أن تكونّ النساء خاضعاتٌ للرجال بحيثُ لا
تكونُ لهنّ سلطة وفي نفسِ الوقت لا يصلنَ مرتبةِ العبيد. في السياق ذاته؛ كانَ
يعتقد أرسطو أن على الزوج ممارسة «حُكمٍ سياسي» على الزوجة وربطَ ذلك بعدّة أسباب
لعلّ أهمها أنّ على حدّ قولهِ أكثر اندفاعًا وأكثر عاطفةً وأكثر شكايةً بل وأكثر
خداعًا.
بينما كان أفلاطون أكثر انفتاحًا منه
فيما يتعلق بالتساوي بين الجنسين، ذاكرًا بأنه من الصحيح أن النساء لا تملك قوة أو
فعالية الرجال الجسمية، إلا أنهما يتشاركان في القوى العقلية، وعليهِ فيجب تعليم
الرجال والنساء في مملكته الفاضلة بدون أي فروق، وهو ما يبدو أن أرسطو يُخالفه
فيه. في إحدى نظريته عن الميراث الجيني.
من هنا نلتمس بان ما يقدموه الفلاسفة
والمهتمين بشوؤن المراة وما يطرحوه من تقييم لها هو وفقا لما تقدمة المراة ذاتها
ان كان منسلخ من مفاهيم شرقية او غربية، ان كانت الجوانب الاسياسية هو المحرك
الرئيسي لها كالمعترك السياسي ومنه الاهم الاقتصادي للبلاد. |