وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فريد هلال ,
في عالمٍ مليءٍ بالتحدياتِ والصراعاتِ،
يظهر العُظماءُ كنجومٍ مضيئةٍ تُنيرُ الطريقَ للبشرية. لكن، تأتي هذه العظمةُ مع
ثمنٍ باهظٍ. يظلُّ السؤالُ قائمًا لماذا يُذبحُ العُظماءُ في كثيرٍ من الأحيان؟
وما هي الضريبةُ التي يدفعونها نتيجةً لرؤاهم وأفكارهم؟
غالبًا ما يكونُ العُظماءُ من يتحدّونَ
الوضعَ الراهنَ. في كلِّ عصرٍ، يظهرُ شخصٌ يسعى لتغييرِ المسارِ التقليديِّ، مما
يجعلهم هدفًا للرفض. تُعتبرُ أفكارهم تهديدًا للسلطاتِ القائمةِ، التي تخشى فقدانَ
السيطرةِ. يتحدثون بلغةٍ تجلبُ الجدلَ وتدعو إلى التفكيرِ النقديِّ، وهذا قد
يُعرِّضهم لمخاطرَ جسيمةٍ.
وفي ظلِّ النجاحِ الذي يحققهُ
العُظماءُ، قد تظهرُ مشاعرُ الغيرةِ والحسدِ في نفوسِ الآخرين. عندما يتفوقُ أحدهم
في مجاله، يصبحُ محطَّ أنظارٍ الجميعِ، وقد يُحاكُ حوله المؤامراتُ من أولئك الذين
لا يستطيعون تقبّلَ تفوقهِ. هذه المشاعرُ السلبيةُ قد تؤدي إلى تصرفاتٍ غير
إنسانيةٍ تجاههم.
وعلى الرغمِ من إنجازاتهم، يُنسى
العديدُ من العُظماءِ أو يُهملونَ حتى بعدَ رحيلهم. تبقى إسهاماتُهم غيرَ معروفةٍ
للكثيرين، ويُعتبرون غريبينَ عن مجتمعاتهم. هذا الإهمالُ يعكسُ عدمَ تقديرِ
المجتمعِ لما قدموهُ من أفكارٍ وإبداعاتٍ، ويتجاهلُ الإرثَ الذي تركوهُ خلفهم.
الصراعُ بينَ الخيرِ والشرِّ يلعبُ
دورًا أساسيًا في حياةِ العُظماءِ. أولئك الذين يسعون لتحقيقِ العدالةِ والحقِّ
غالبًا ما يواجهونَ قوى الشرِّ. هذا الصراعُ لا يتوقفُ عند حدودِ العالمِ
الخارجيِّ، بل يتغلغلُ في أعماقِ النفسِ، حيث يُختبرونَ في كلِّ خطوةٍ. المتحدثونَ
بصوتِ الحقِّ قد يدفعونَ ثمنًا باهظًا من حياتهم في سبيلِ ما يؤمنونَ به.
تظلُّ قصصُ العُظماءِ دليلًا على أنَّ العظمةَ
ليست مجردَ إنجازاتٍ، بل هي أيضًا نضالٌ مستمرٌ. يُذبحونَ لأفكارهم، لكنَّ إرثَهم
يبقى خالدًا. يجبُ أن نتذكرهم كرموزٍ للإنسانيةِ، ونستمدَّ منهم القوةَ لمواجهةِ
التحدياتِ. فالحياةُ ليست مجردَ صراعٍ بينَ الخيرِ والشرِّ، بل هي أيضًا مسارٌ
للتعلمِ والنموِّ، حيث تضيءُ أفكارُ العُظماءِ دروبَ الآخرين. |