وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد
هلال
القوَّةُ لا
تَكمُنُ في الصَّخَبِ ولا في التَّظاهُر، بل تَكمُنُ في الصَّمتِ الذي يُعبِّرُ عن
ثقةٍ لا تَهتزُّ، وثباتٍ لا يَنكسِر. كُنْ قويًّا، صامتًا؛ لأنَّ القوَّةَ في
الصَّمتِ أبلغُ من أيِّ كلماتٍ، وأعمقُ من أيِّ تعبيرٍ. الصَّمتُ قوَّةٌ خفيَّة،
يُمنحُكَ القُدرةَ على الصُّمود، ويُجعلكَ ترتقي فوقَ الثرثرةِ والعَثراتِ
اليوميَّة، ويُظهرُكَ ثابتًا حتى في أشدِّ اللَّحظاتِ.
حينَ تَبقى
صامتًا وأنتَ قويٌّ، تشعرُ بروحِكَ مُستقلةً، لا تتأثَّرُ بما يُقالُ عنكَ أو بما
يَعتقِدُه الآخرون. أنتَ تستمدُّ قوتكَ من نفسك، من إيمانكَ بما تؤمنُ به، ومن
يقينكَ في طريقِكَ. القوَّةُ الصَّامتةُ هي القوَّة التي لا تَتطلَّبُ إثباتًا؛ هي
التي تمنحكَ الكرامةَ وتُبعدكَ عن الانجرارِ وراءَ ضجيجِ الحياةِ.
كُن قويًّا
صامتًا؛ لأنَّ الصَّمتَ يُمنحكَ فُرصةً للتأملِ، للتفكيرِ، ولتقييمِ الأمورِ
بعقلانيَّةٍ. بينما يتحدَّثُ الآخرون بلا توقُّف، اجعلْ صمتكَ مساحةً للتَّخطيط،
للرؤيةِ بوضوحٍ، وللبناءِ خطواتٍ ثابتةٍ تستعدُّ بها للمستقبلِ دونَ أن تكونَ
مضطرًّا للتبريرِ أو الشَّرحِ.
أنْ تكونَ قويًّا
وأنتَ صامتٌ يعني أنْ تَتركَ أفعالَكَ تُعبرُ عنكَ، وأنْ تدَعَ نجاحاتِكَ تتحدَّثُ
بالنيابةِ عنكَ. الصَّمتُ أحيانًا هو أبلغُ ردٍّ على التَّحدياتِ، وأصدقُ تعبيرٍ
عن الثِّقةِ. فالقويُّ لا يحتاجُ لإثارةِ الانتباهِ، بل يجذبُ الاحترامَ بتصرفاتِه
واتزانِه.
في الصَّمتِ
تجدُ القوَّةَ الحقيقيَّة، وتجدُ ملاذًا من الضَّعفِ والشُّعورِ بالاهتزازِ.
الصَّمتُ يُجعلكَ قادرًا على مواجهةِ الحياةِ بثباتٍ، وعلى الوقوفِ أمامَ المصاعبِ
بقلبٍ هادئٍ وروحٍ شامخةٍ. اختر أنْ تكونَ قويًّا في صمتِكَ؛ لأنَّ في صمتِكَ
نورًا، وفي ثباتِكَ مثالًا يُحتذى به
كُن قويًّا
وأنتَ صامتٌ
فالصَّمْتُ
دِرْعُ الأوْفياءِ
ودَعِ
الأفعالَ تَتَحَدَّثُ
في حَضْرَةِ
الصَّبْرِ والثَّناءِ |