وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم
فريد هلال ,,
بين ثلاثة
حروفٍ تختزل كلَّ المعاني الكبيرة التي تصنعُ وطناً، فالواو، والطاء، والنون حين
يجتمعون يتحولون إلى رمزٍ يحتضنُ قلوبنا ويعانقُ أرواحنا. الوطنُ ليسَ مجردَ مكانٍ
نعود إليه، بل هو مزيجٌ من الأفعالِ والمشاعرِ والقيمِ التي تعبّرُ عن وجودنا،
ونستمدُّ منهُ انتماءنا.
الواو في الوطن قد تكون رمزًا للوِدِّ والوحدة،
تلك الروابط التي تجعلنا نتمسكُ ببعضنا، فنكونَ كتلةً واحدةً في وجهِ الصعاب. إن
الوطنَ هو روحٌ جماعيةٌ تجمعنا رغمَ اختلافاتنا وتوحّدنا بقوةٍ خفيةٍ تشعرنا بأننا
عائلةٌ كبيرة، حيثُ كلُّ فردٍ منّا يكملُ الآخر.
الطاء هي طيبةُ الأرضِ وأصالتها، هي نقاءُ
السريرةِ وصفاءُ القلوب، هي ذلك الشعورُ بالأمانِ والطمأنينةِ الذي يعمُّ قلوبنا
حينَ نكونُ في حضنِ الوطن. إنّها طيبةُ الناسِ الذين يصنعون حياةً متكاملةً من
المودةِ والتسامح، والذين يزرعون في قلوبنا الإيمانَ بوجودِ مكانٍ دائمٍ نعودُ
إليه.
النون تمثل نعمةَ الوطنِ وسكينته، هي نهايةُ
الرحلةِ وبدايتُها، هي السكينةُ التي نجدُها في تفاصيله، في دفءِ البيوتِ وهدوءِ
الحقول، وفي ذلك الأمانِ الذي يمنحُه لنا مجردُ معرفةِ أن لنا مكانًا نعيش فيهِ
بحريةٍ وكرامة.
الوطنُ، إذًا،
هو تلك الحروفُ التي تنبضُ بالحياةِ والمعنى، حيثُ تتحولُ الواوُ والطاءُ والنونُ
إلى كيانٍ معنويٍّ يتجاوزُ المكانَ والزمان، ليمتدَّ إلى مشاعرِنا، وأفعالِنا،
وحتى أحلامِنا. إنّه كلُّ ما يجمعُنا، ويعطي لحياتِنا اتجاهًا ومعنى.
عندما نجمعُ
الأفعالَ والمسميات، نكتشفُ أن الوطنَ ليسَ جغرافيا، بل روحٌ تجمعُ بيننا، وحلمٌ
نعيشهُ كلَّ يومٍ ونناضلُ من أجلِه.
"فالوطنُ
ليسَ حروفًا نُرددُها،
بل قلبٌ ينبضُ
بالحبِّ والعَطاءِ." |