وكالة ألأنباء العراقية المستقلة ـــ
بـــغـــداد
كشف القيادي في حزب الدعوة
الإسلامية، علي الأديب، عن كواليس مهمة في ترشيح رئيس الوزراء السابق حيدر ألعبادي
بدلا عن سلفه نوري المالكي، ومن يقود الدولة العميقة في العراق.
وقال الأديب لوكالة { ألأنباء
العراقية المستقلة } أن "مناخ حزب الدعوة تنافسي وجزء كبير منه سلبي وخاصة في
الانتخابات وهذا يسقط الآخر في دعاياته الانتخابية للقضاء على التحالف الوطني حتى
وصل الى جبهتين أقرب اليه من التناحر على التنافس وان حزب الدعوة أصبح جزءاً من
هذا الجو".
وأضاف، ان "شورى حزب الدعوة أيدت ترشيح نوري المالكي لولاية ثالثة رئيساً
للوزراء؛ لكن حصل انسداد سياسي في مواجهة الترشيح للمالكي من قبل الكتل الأخرى الأمر
الذي أخر الترشيح فتم ترشيح ألعبادي بدلا عنه للمنصب".
وأضاف أن "صيغة الرسالة التي أرسلها حزب الدعوة إلى المرجعية العليا في النجف
الاشرف وكان موافق عليها المالكي وهي فكرة طرحت بالمكتب السياسي لحزب الدعوة ومضت،
وجواب المرجعية كان التغيير بما في ذلك رئاسة الوزراء".
وتابع الأديب، ان "موقفنا بما في ذلك المالكي مع الرسالة وجواب المرجعية
وملتزمون بنتائجها، وتبقى عملية الترشيح لم تتم بالطريقة المألوفة في الحزب بان
القيادة جميعها تجتمع وترشح شخصاً للمنصب وما حصل أن قوى أخرى هي التي شرحت حيدر ألعبادي
لمنصب رئيس الوزراء"، مبينا أن "المالكي كان رأيه الاجتماع من جديد
ونبحث عملية الترشيح وانأ احد المؤيدين في الحزب بان ترشيح ألعبادي مضى سواء وافق
الحزب او رفض لوجود تأييد دولي في الموضوع مما يعني انه كانت هناك أزمة في العراق والأزمة
حلت بهذه الطريقة".
وتابع الأديب "بعدها عقد المؤتمر والمالكي أكد في كلمته انه انسجم مع المشروع
الجديد وانتهى الأمر، والعملية تمت باتفاق بين الكتل في حزب الدعوى وكتل سياسية
أخرى"، مستدركاً" لا يوجد عائق حتى في بداية تسلم ألعبادي لمنصب رئاسة
الوزراء وكان هناك انسجام ولكن كانت القيادة تبحث عن موقعها من إدارة ملف الدولة
واتخاذ القرارات وهذا الذي وضع اختلال في وجهات النظر ولم نستطع توحيد الرؤى بين
المالكي ولعبادي بعد ذلك".
وأكد ان" الخلافات التي حدثت خلال أربع سنوات في حكومة ألعبادي أنتج نظريتين
أولا ارتأينا عدم جمعهم في قائمة واحدة ويلتزم الدعاة في القائمتين واتفقنا بعد
نتائج الانتخابات النيابية في أيار الماضي تتحد القائمتين وبسبب وجهات النظر لم
يتم الاتحاد وكلاهما مسئولين عن تلك الخلافات داخل حزب الدعوة"، منوها إلى أن"
حزب الدعوة مشروع قيادة دولة وتصحيح مسار يشتت من قبل شخصين شيء مؤلم جداً".
وأكمل ان "الظرف السياسي الذي عاش فيه المالكي غير ظرف ألعبادي الذي مر
بمرحلة طرد داعش من العراق في حين كان دخول داعش في زمن المالكي"،
متهماً" الولايات المتحدة الأمريكية بدخول داعش الإرهابي وسقوط الموصل في عهد
المالكي".
وبين ان "فترة حكم ألعبادي كان هناك تحرك على مستوى دول عربية ومنها السعودية
وأمريكا كانت عامل مساعد طبعاً في ذلك وتوقفت تمويل داعش لذلك لابد من ألعبادي أن
يقف مع هذا المحور لطرد داعش وعلاقته مع إيران كانت قوية".
وحول رأيه بالدولة العميقة أكد الأديب أن" هناك دولة اكبر من الدولة العميقة
وهي المتسللين من النظام السابق ومازالوا هم الأقوى في نظام الحكم الحالي وذلك
نتيجة إرادة الكتل التي تصدر تعليمات بإيقاف المساءلة والعدالة لشخصيات"،
مردفاً ان" حزب البعث إلى ألان قائم داخل العراق ووجدت بعض السفارات العراقية
في الخارج تقيم اجتماعات للحزب فيها".
وكشف الأديب انه" في إحدى جولاتي وجدت سفارة العراق بتونس كانت تحتفل بميلاد
{صدام} وكانت تجمع اشتراكات البعث وهو نموذج لبعض سفاراتنا في الدول"، لافتا إلى
أن" رئيس الوزراء مكبل وهو جزء من الكتل وغير متروك لنفسه أن يسير على منهجه
الوطني".
وعن انشقاق حزب الدعوة أوضح الأديب أن" سياسية حزب الدعوة ينبغي أن يكون من
الحزب وفي حقيبتي المالكي ولعبادي لم يكن الدعوة حاكما"، مبنيا أن" حزب
الدعوة عندما يفصل لقائمتين يتبعثر والكثير من أعضائه لم ينجح في
الانتخابات"، منوها إلى" الإعلان عن عودة حزب الدعوة موحدان قريباً
وخلال مؤتمر وبلورة التقارب بين الأطراف المتخاصمة قد حسم ومهمتي هنا جمع إطراف
الحزب مرة أخرى والمبادرة ستكون ناجحة بالتراضي".
وأكد "إنا لا اشعر داخل حزب الدعوة بالغربة بل اشعر انه يبحث عن إنقاذه من
التشتت".
ورد الأديب على سؤال بشأن عدم ترشيحه في الانتخابات أن" اللجان التي حققت في
صحة الأصوات الانتخابية أثبتت وجود خطأ كبير في عملية الانتخاب بالإضافة إلى دفع
مبالغ لشراء الأصوات"، مستذكراً انه" في الدورة السابقة شاركنا في دراسة
القوانين ومن ضمنها قانون الانتخابات لكن كان تنفيذها صعب ورئيس المجلس كان يعاني
كثيرا كونه لا يريد أن يجعل من القانون وسيلة لتشتت أراء أعضاء المجلس".
وأسترسل" الذي ظهر أن هناك من يتلاعب بالقوانين ومنها قانون العفو العام وحتى
الحريق في صناديق الانتخابات ورائها الكتل الفائزة في الانتخابات"، مشيرا إلى"
إنني صوتت لشخص معين في قائمة النصر لكنه لم يفز" داعيا إلى "إلغاء
قانون مجالس المحافظات أو تعدليه لخدمة المواطن وليس لخدمة أعضاء المجلس".
وأكد الأديب ان" ترشيحي من قبل ألعبادي لحقيبة وزارة السياحة والآثار كان امرأ
مفاجئا ومستعجلا بنفس الوقت، وكان خارج مفاهيم الحصص وبالتالي مسئولو التحالف
الوطني أوصلوا رسالة واضحة للعبادي تتضمن {لست أنت الذي ترشح}".
ونوه إلى أن "وضع تشكيلة الجدولة للحكومة الحالية مؤسف والوزير الذي تعتقد
انه مستقل هو اقرب إلى الابتزاز من قبل الكتل السياسية"، مبينا أن" أي
قوة سياسية في العراق لها نفوذ سياسي وعسكري وبمكانها أن تحصل على ما تريد"،
مشيرا إلى انه" لدي إشكال على تحالفي الإصلاح والبناء غير القائم على بناء
الدولة وإنما قائم على تشكيل سلطة".
وأشار الأديب إلى" لقائه برئيس الوزراء عادل عبد المهدي والحديث عن طريقة
تعامل احد الوزراء مع مدراء عاميين فبعد تسلمه بأسبوعين الوزارة قام بطرد 8 مدراء
عاميين بمراكز مهمة جداً"، مبينا أن" الدرجات الخاصة تذهب إلى مجلس
النواب للتصويت عليها ورئيس المجلس يخفيها لحين الاتفاق عليهم من قبل الكتل".
وعن علاقة حزب الدعوة {بحزب الثقة} أكد الأديب انه" بصدد البحث عن اسم الأمين
العام للحزب المذكور {حسين الحسناوي}"، قائلا" لا اعرف شيئا عنه وعن
حزبه"، مرجحاً" ذهاب العراق إلى الأسواء وخطورة الحالة، والدستور هو المسئول
عن كل هذا الخلل".
واختتم الأديب حديثه بالقول أن" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رجل لا يمكن ان
يتوقع عن اغلب قراراته التي هي خارج مصلحة الشعوب".انتهى
تحرير ـــ محمد إبراهيم السوداني |