وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
فؤاد العبودي
لا أميل للسياسة في بعض الأحيان .. مع هذا فأني أستدرك الأمور و أقول اذا ما حملت
السياسة عنف في مكان ما ضد الانسان أكون لحظتها أول المنتمين لهؤلاء الناس الذين تضررت مصالحهم و يشرد فيه المواطن حيث ما يرسم له خياله , السياسة لا تعرف الخطب و النصب ضد هذا المخلوق حيث تتقاذفه التيارات و الأضواء ...
لكن ما يحدث الآن في السودان هو
قمة العنف ضد المواطن السوداني الذي يعيش
فيه على الكفاف في يومه فقد بدأت القيادتان السودانيتان الجيش و قيادة الرد السريع بصب ويلاتها على رأسه و تحويل السودان الى مرتع خصب لقتالهما المريع حيث تتحول القوتان الضاربتان في عمق الوجود السوداني الشعبي .. اذ يعيش السودان بلا ماء و لا كهرباء و لا أي
شيء يمت بصلة الى المعيشة الإنسانية التي تعود عليها الانسان في الأسواق و العطاء الكامل ليومه طالما أن السودان يعيش تحت سخط التهم المتبادلة بين الجيش السوداني و الرد السريع ...
و على الرغم من الاتفاق بين القيادتين على هدنة موجزة بينهما الا أن ذلك لم
يتم لعلوا الطلقات النارية و أصوات المدافع و الطائرات فأسكتت الضمير الإنساني
الذي كان يجب أن يكون صوته هو الأعلى في مثل هذه الحوادث الخارقة و المميتة لكل
نبض شعبي انساني .
فمنذ خمسة عشر يوما و السودان على شعلة من نار فيها الشوارع مقطوعة و حركة المواطن فيه محدودة .. حتى أن البعض من النازحين ظلوا يبحثون عن
ملاذات آمنة تقيهم القتل و الأطفال هم أولى الضحايا فقد وصلت القذائف الى باحات المنازل فقطعت ساق فتاة و أخرى بترت يدها ... و هكذا فالحال لا يبشر
بخير و سلامة و أزيز النار الصادر عن
المدافع و الأسلحة الثقيلة التي يرميها كل
من الجيش و قوات الرد السريع تتوالى فتحول
النهار الى ليل دامس و الليل تحول الى
كتلة من الظلام .
كثيرة هي دعوات الدول العربية و الأجنبية على ما صدر منها لإيقاف الحرب بين
الأخوين المتحاربين الجيش و الرد السريع و لكي يعم السلام أرض السودان .. الأ أنه
لم يتوقفنا ولم توقف الاطلاقات المميتة لكل من يمر في طريقه الى حيث ما يريد .
نحن ننتظر أعلاه صوت الضمير الوطني الذي يضع النقاط على الحروف و ايقاظ كل
حواس الانسان حيث يستمتع بما خلق له الله سبحانه و تعالى الخير و النعيم .
هكذا هي السودان حاليا و ربما مثلها البعض من الدول العربية التي تعيش
رمادا تحت النار و يؤطر مواطنيها بالبؤس و الفقر و عدم الراحة.
|